
ماذا يعنى أن تكون دولة الإمارات ضمن أكثر دول العالم استقطابا للأثرياء, و أن تكون دبى الخيار الأول بين مدن العالم قاطبة جذب أصحاب الثروات؟
ليس من البساطة بمكان أن تنافس دولة أو مدينة عربية دول العالم و مدنها الشهيرة, فى واحد من أهم المقاييس و هو رضى أغنى الأغنياء, و أن تلبى مطالب هذه الشريحة الصعبة المراس و الكثيرة الطلبات التى يعرف عنها أنها “لا يعجبها العجب”. و كيف تنجح دولة موقعها الجيوسياسى فى منطقة تواجه تحديات جمة فى تحقيق إستقرار قل فى نظير العالم, و أن تكون ملاذا أمنا و حرا لأصحاب الملايين و عائلاتهم؟
الأمر كله يدعو إلى تقدير قيادة الإمارات التى تؤمن بأبنائها أولا و بالإنسان الأخر ثانيا, و تعده شريكا فعالا فى الإقتصاد و المجتمع. قيادة تنتهج مبادئ التسامح و ترفع العدل راية, حيث الجميع سواسية أمام القانون.
ما وصلت إليه الإمارات ليس وليد اللحظة بل هو نتاج إيمان و رؤية و عمل و مثابرة, إنه حصيلة حرية الفرد و تفجير الطاقات الإبداعية و رعايتها, إنه نتاج عمل فرق بأكملها نفذت بنجاح رؤية قيادة واعية همها الأول الوطن. سنت الإمارات القوانين ووفرت البنى التحتية الراقية, و قدمت التسهيلات للأعمال, و أطلقت المشاريع الأساسية و الكمالية, و بنت أجهزة إدارية سلسة, ووفرت الأمن و الأمان, و فتحت ذراعيها للجميع فأصبحت أرض الأحلام, و مركزا للباحثين عن الإبتكار و ملاذا للأثرياء و المبدعين.
التقرير الأحدث يفيد بأن دولة الإمارات إستقطبت فى 2018 نحو 2000 من أصحاب الثروات الكبيرة, بينما تصدرت دبى مدن العالم, حيث إجتذبت أكثر من 1000 مليونير, متفوقة فى ذلك على مدن كبرى مثل لوس أنجلوس و ملبرون و ميامى و نيويورك و سان فرانسيسكو و سيدنى.
سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد أل مكتوم ولى عهد دبى فى تعليقه على التقرير يقول إن هناك عناصر تكاملت جعلت دولة الإمارات محط أنظار العالم نموذجا أمثل للعيش و العمل.
و هذا النموذج اليوم مؤهل للإستفادة من وجود هؤلاء الأغنياء على الأرض, فوجودهم يعكس إيجابا على قطاعات الإقتصاد كافة, وإن كان على رأسها التجزئة و العقارات و الطيران و الخدمات المتنوعة. و من شأن ذلك أن يسهم بقوة فى تعزيز دورة إقتصادية متنامية تظهر فى الأفق.
لكن من أين جاء هؤلاء الأثرياء؟
يظهر تقرير بنك “أفرو أسيا” نزوحا كبيرا لأصحاب الثروات من مواطنهم إلى دول العالم و منها الإمارات, حيث نزح من الصين 15,000 مليونير و من روسيا 7,000 مليونير و من الهند 5,000 مليونير و من تركيا 4,000 و من كلا من فرنسا و المملكة المتحدة 3,000.